الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية غلال وخضـر مسرطـنـة على موائد التونسيين؟

نشر في  24 سبتمبر 2014  (12:08)

بات الحديث عن رواج بعض الخضر والغلال المسرطنة في اسواقنا أمرا مثيرا للقلق. على الصعيد الرسمي لم ينف وزير الفلاحة لسعد لشعل في تصريح صحفي حجز كميات من الادوية والمبيدات المسرطنة بالأسواق. كما تطالعنا الاخبار بين الفينة والاخرى عن تسمم البعض بسبب تناول منتوجات فلاحية.
هل تسربت بعض الامراض السرطانية الى موائد التونسيين؟ ما مصدرها؟ وما حقيقة الاستعمال المفرط لبعض الادوية؟ اين هي خلايا الارشاد الفلاحي ؟ والي أي مدى تطابق الادوية والمبيدات المتوفرة في اسواقنا ما هو معمول به عالميا؟ وكيف تتم مراقبة بيع وترويج هذه المبيدات؟

غياب الارشاد الفلاحي

لئن تخضع بعض المنتوجات الفلاحية الى الرقابة الصحية لمصالح وزارة الفلاحة او البياطرة الخواص كقطعان الابقار والاغنام والدجاج.. فان منتوجات اخرى من قبيل الاشجار المثمرة والغلال والخضر قل وندر ان تكون محل تفحّص و رقابة صارمة، وذلك بشهادة عدد من المزارعين . يقول احد منتجي بعض المنتوجات الجيو حرارية كالفلفل والطماطم: اداوم على زراعة الخضروات منذ عشرات السنين، ولم يسبق لي ان لمحت احد المرشدين الفلاحيين قد اتصل بي او تنقل الى مزرعتي. لذلك كنت استفسر لدى بائعي المواد الفلاحية عن أي مرض يصيب النبتة او الثمار. اما عن طرق الاستعمال فاكتفي بتطبيق التعليمات المدونة على علب الدواء.
وفي ذات السياق تقول الاخصائية في المبيدات اكرام جعبيري : «نظرا للنقص الفادح في الرقابة فان اغلب المزارعين يقومون بمداواة محاصيلهم دون ان يتقيدوا بالاحتياطات اللازمة كارتداء الاقنعة وتفادي التعرض لغازات وسوائل المبيدات.»
كما اشارت الاخصائية الى أنّ غياب الوعي لدى الفلاحين ولهفة البعض الاخر على جنى محاصيلهم يدفعهم الى الاسراع لبيع ثمارهم بعد مداواتها بساعات. وهو ما يجعل بعض الخضر والغلال مسرطنة وضارة بسبب رواسب الادوية والمواد الكيمياوية التي لم تتحلل بعد.

ادوية مهربة واخرى غير مستحدثة

ولئن تعمد بعض لجان الرقابة بوزارة الفلاحة الى اختبار وتحليل عينات من بعض المنتجات الفلاحية، فان تفشي البيروقراطية وقلة الرقابة لا يزالان عائقا هاما امام اكتشاف المتغيرات التي تطرأ على بعض الخضر والغلال. هذا اضافة الى اغراق بعض الاسواق الموازية بادوية ومبيدات مهربة ومجهولة المصدر.
اما بالنسبة للمبيدات الموردة والمصادق عليها من السلطات التونسية فان اغلبها ـ وبشهادة الخبراء ـ لم تعد مطابقة للمواصفات البيئية والصحية العالمية. تقول الخبيرة في المبيدات امال جعبيري : عند سفري الى المانيا لإجراء تربص علمي، حملت معي عدد من الادوية والمبيدات التي يتم استعمالها في زراعاتنا. وما راعني إلاّ ان تم رفض اغلبها بسبب ارتفاع الاضرار التي تسببها للتربة والهواء والمياه والمستهلك».

لا نستبعد وجود منتجات مسرطنة
 

و لئن نفى نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله تلقي المنظمة لاية تشكيات لحالات تسمم غذائي من المواطنين أو أعراض مرضية أخرى جراء محتوى المنتوج الغذائي، فانه لم يستبعد وجود امراض سرطانية لدى عديد المواطنين.
وفسر ذلك بعدم مبادرة المتضررين بتقديم شكاوي في الغرض وغياب الوعي بدور المنظمة في الدفاع عنهم وفي الوقوف على اسباب تضررهم وتوجيههم.
وفي ظل نقص فادح لخدمات الارشاد والرقابة وحتى الدراسات المستفيضة عن تأثيرات عدد من المبيدات على المزارع والمستهلك على حد السواء تبقى موائد التونسيين مهددة بتسرب منتجات مسرطنة ومهددة لصحة المستهلك.

محمد الجلالي ونضال الصيد